تقع غالبية محطات تحلية المياه في العالم في منطقة الشرق الأوسط، ومن المحتمل أن نشهد زيادة أخرى نظراً للزيادة في استهلاك المياه في المنطقة ولندرة المياه عموماً. لقد ازداد طلب دول مجلس التعاون الخليجي  تحلية المياه بمعدل 9-11 في المئة خلال السنوات الأخيرة بحسب  تقرير فروست آند سوليفان. وبحلول عام 2020 من المتوقع أن يضيف الشرق الأوسط 39 مليون متر مكعب يومياً إلى قدرة التحلية منذ عام 2010، مما يؤشر إلى استثمار يقارب الـ50 مليار دولار أمريكي.

ما زالت محطات تحلية المياه في الشرق الأوسط لغاية الآن صغيرة نسبياً وهي تتراوح من محطات ذات محابس إلى مشاريع طاقة على نطاق أكبر بكثير وهي ما تعرف بالمشاريع المستقلة للمياه والطاقة (IWPPs)- و  التي هي محطات متكاملة للمياه والطاقة يطورها منتج مستقل والذي عادة ما يكون من كبار الصناعيين العالميين.

مع ذلك، وبالنظر إلى الطلب المتزايد  للمياه، فيبدو أن حكومات دول المنطقة أصبحت تتبنى على نحو متزايد نموذج المشاريع المستقلة للمياه (IWP) لتسريع تزويد المياه، ونظراً لإدخال مشاريع الطاقة الشمسية والنووية في المنطقة فإنه من المرجح أن تصبح المشاريع المستقلة للمياه IWPs  أكثر حضوراً مع مرور الوقت.

المشاريع المستقلة للمياه في المنطقة

يُعد مشروع سور المستقل للمياه الذي تبلغ قدرته 80,000 م3/يوم واحداً من أوائل المشاريع في المنطقة وأول مشروع مستقل للمياه IWP في سلطنة عمان يفوض في عام 2009. وبعد خمس سنوات من فترة التشغيل التي تبلغ 20 سنة تفيد التقارير بأن مالكي المشروع يخططون لتوسيع قدرة المحطة بزيادة تبلغ 48,000م3/يوم (12.7 مليون جالون امبراطوري يومياً) لتلبية الطلب المتوقع للمياه في منطقة الشرقية في سلطنة عمان. ومنذ ذلك الوقت أطلقت سلطنة عمان مشروع الغبرةالمستقل للمياه IWP  بقدرة 191،000 م3/يوم (42 مليون جالون امبراطوري يومياً) وهو مشروع تحلية تستمر فترته التشغيلية 20 عاماً ومن المتوقع أن يبدأ الخدمة الفعلية مع نهاية عام 2014-  بالإضافة إلى مشروع القريات المستقل للمياه IWP  بقدرة 200،000 م3/يوم (44 مليون جالون امبراطوري يومياً) وهو مشروع تحلية لمدة 15 عاماً ومن المتوقع تفويضه خلال النصف الأول من عام 2016.

أطلقت شركة UTICO، وهي شركة خاصة لمرافق المياه والطاقة مقرها الإمارات العربية المتحدة، هذا العام مشروع الحمرا المستقل للمياه IWP وهو مشروع تحلية مدته 20 عاماً بقدرة 22 مليون جالون امبراطوري يومياً ويستهدف تفويضه بحلول الربع الأول من عام 2016.

دخول المناقصات والبناء والترخيص

تحال معظم المشاريع المستقلة للمياه في المنطقة، بعد إجراء مناقصات (عطاءات) تنافسية، كالإمتيازات طويلة الأجل على أساس البناء والتملك والتشغيل  أو البناء والتملك والتشغيل ونقل الملكية  أو التصميم والبناء والتشغيل  على كبار الصناعيين العالميين مثل أبينجوا، أكسيونا، كاداغوا،هيتاشي، مالاكوف، سيمبكورب، شركة سوميتومو، تيدأكوا، وفيوليا. ويجب على كل مشروع مستقل للمياه بمقتضى القانون أن يكون مرخصاً من قبل الهيئة التنظيمية الوطنية المعنية للقيام بأعمال تحلية المياه.

وإلى حد أقل تتم إحالة بعض المشاريع المستقلة للمياه IWPs على أساس عقود تصميم وتجهيز وبناء (EPC) مثل تلك التي أحالتها وزارة البلديات والأشغال العامة في العراق على شركة هيتاشي وشركة فيوليا في عام 2014 لبناء محطة لتحلية المياه بقدرة  199،000 م3/يوما في البصرة والتي ستكون أكبر محطة منفردة لتنقية المياه في العراق من حيث القدرة. بالإضافة إلى ذلك قامت شركة مرافق، وهي شركة خاصة لمرافق المياه والطاقة مقرها السعودية بإحالة مشروع على شركة أكسيونا في عام 2012 لبناء محطة تحلية في الجبيل بقدرة 100،000 م3 لكل يوم (22 مليون جالون امبراطوري يومياً) ومن المتوقع أن يبدأ التشغيل بحلول نهاية عام 2014.

تصميم الصحراء

استخدم الشرق الأوسط في الماضي التكنولوجيا الحرارية لتحلية المياه مثل التقطير متعدد الآثار  والتبخير المفاجئ المتعدد المراحل ، إلا أنه بدأ استخدام تقنيات الغشاء على نحو متزايد في الآونة الأخيرة مثل التناضح العكسي  والتي غالباً ما تتطلب ترتيبات التزويد والصيانة الخاصة بها.

تستدعي الظروف البيئية في الشرق الأوسط مثل المد الأحمر ودرجات الحرارة والملوحة العالية لمياه البحر أن تكون مرافق ما قبل المعالجة مصممة أو مكيفة للتعامل مع تلك الظروف و/أو أن تعالج مستندات المشروع حالة وقوع تلك المخاطر على أنها، على سبيل المثال، حوادث ناشئة عن قوة قاهرة مع تحديد أشكال الإعانة المتاحة للمطور في مواجهتها.

وسواء تمت الإحالة كامتياز طويل الأجل أو كعقود تصميم وتجهيز وبناء EPC، فإن هناك فرصاً متزايدة لكبار الصناعيين العالميين في المشاريع المستقلة للمياه IWPs في الشرق الأوسط.

الصورة: معرض دريمزتايم للصور الفوتوغرافية