مجموع إصدارات الصكوك لعام 2013 بلغت ما يقارب 120 مليار دولار امريكي، ومن المتوقع أن يحافظ سوق الصكوك على نهج النمو في السنوات الاثنتان أو الثلاث القادمة (بحسب ستاندرد اند بورز لخدمات التصنيف) مع توقع وصول الأصول في التمويل الإسلامي إلى 2.8 تريليون دولار في 2015 (بحسب مجلس الخدمات المالية الإسلامية).
وقد أتاح نمو سوق الصكوك للمستثمرين فرصة تنويع محافظهم والاستثمار في أنواع من الائتمان التي لم تكن متاحة في السابق مثل المؤسسات الإسلامية التي تحصل على التمويل بطرق تتماشى مع الشريعة الإسلامية. مستقبل سوق الصكوك مليء بالابتكارات، حيث أن الأصول الجديدة والهياكل والأسواق ستستمر بخلق فرص جديدة للمستثمرين. بحسب خبرتنا وتدفق الصفقات التي رأيناه في عام 2013 والنصف الأول من 2014، فأننا نتوقع أربعة توجهات عامة في تطور سوق الصكوك، وهي:
- التمويل طويل الأمد: ازداد الوعي العام في الشرق الأوسط عن إيجابيات خيارات التمويل طويلة الأمد من جراء الأزمة المالية العالمية. افترض السوق في السابق أن اقناع المستثمرين التقليديين في الولايات المتحدة الاستثمار في الصكوك ذات مدى الطويل هو جهد غير مجدي، ولكن نجاح الشركة السعودية للكهرباء بإصدار أول صكوك الدولية مدتها 30 عاما على مستوى العالم في ابريل 2014 عمل على طمأنة السوق أن المستثمرين في الولايات المتحدة أصبحوا مستعدين للاستثمار في الصكوك على مدى الطويل. أُصدِرَت صكوك الشركة السعودية للكهرباء للمستثمرين في الولايات المتحدة بموجب القاعدة 144A من قانون الأوراق المالية 1933 بصيغته المعدلة. نجاح وحجم الاهتمام الذي أبداه المستثمرون العالميون في الصكوك الافتتاحية الدولية لمدة 30 عاما وبإصدار الصكوك بموجب 144A اللاحقة من قبل الشركة السعودية للكهرباء في أبريل 2014 يعني أن أنواع الإصدارات هذه ستتكرر وتكثر، بلا شك، من قبل شركات أخرى في الشرق الأوسط وآسيا تسعى للحصول على تمويل ذات أمد طويل.
- إصدار الأدوات المالية المبتكرة المبنية على الصكوك: بدأت موجة الابتكار عندما أصدر مصرف أبوظبي الإسلامي 1 مليار دولار أمريكي من شهادات رأس مال المصنف tier 1 في عام 2012، ومثلت أول إصدار في العالم لصكوك مصنفة tier 1 متوافق مع بازل 3. هذا الإصدار الرائد قد مهد الطريق لبنوك أخرى في الشرق الأوسط وآسيا، سواء الإسلامية أو التقليدية منها، لتقوم بإصدارات شبيهة. وأظهر إصدار مصرف أبوظبي الإسلامي أن الصكوك التي تصدر لغرض زيادة رأس المال يمكن أن تكون مطلوبة بشكل كبير من قبل المستثمرين التقليديين والإسلاميين. وقد قامت لاثام بتقديم الاستشارة للبنك السعودي الفرنسي بإصدارها لصكوك من فئة tier II بقيمة 2 مليار ريال سعودي من خلال اكتتاب خاص في المملكة العربية السعودية منذ فترة وجيزة.
- زيادة استخدام الأصول غير الملموسة: أصدرت شركة أوريدو بنجاح صكوك متوافقة مع الشريعة الإسلامية بقيمة 1.25 مليار دولار أمريكي في إطار برنامج إصدار شهادات أمانة بقيمة إجمالية قدرها 2 مليار دولار أمريكي. وهو أول إصدار لصكوك في الشرق الأوسط يستخدم “البث” في البنية الهيكلية للصكوك. يدل نجاح الإصدار على قبول السوق المتزايد للأصول الغير الملموسة كأساس للصكوك المتوافقة مع الشريعة وعلى التطور المطّرد في سوق المنتجات المتوافقة مع الشريعة في الشرق الأوسط. إن الاستخدام المتزايد للأصول الغير ملموسة في بنية الصكوك سيعمل على توسيع قاعدة الشركات المصدرة وتكرار لجوء المصدرين لسوق الصكوك لاحتياجاتهم التمويلية.
- النمو في الصكوك العابرة للحدود: بدأت الشركات المصدرة في دول منطقة الخليج العربي الاستفادة من سوق الصكوك في ماليزيا وهو سوق مميز بسيولته العالية. سوق ماليزيا هو أكبر سوق صكوك في العالم ويمثل ما يقارب 65٪ من جميع إصدارات الصكوك. شركة مجموعة البيان القابضة كانت أول مصدر سعودي يصدر الصكوك بعملة الرينجت الماليزية حيث قامت الشركة بإصدار صكوك وكالة تستحق في 2016 بقيمة 200 مليون رينجت كجزء من برنامج إصدار بمليار رينجت. أن الرينجت يصبح بشكل مطرد البديل الموثوق للدولار الأمريكي للمصدرين غير الماليزيين. هذا التوجه سيسخر المزيد من الترابط ما بين أسواق الصكوك الآسيوية والخليجية حيث أن المصدرين الخليجيين يسعون الاستفادة من حجم وتنوع قاعدة المستثمرين في ماليزية والسيولة المتاحة في هذا السوق.
اضغط هنا لقراءة المزيد حول مستقبل سوق الصكوك والتطورات في إدارة محافظ الديون الإسلامية.
الصورة: معرض دريمزتايم للصور الفوتوغرافية